كثيرا ما نسمع على الجذب السياحي و على الدول التي وصلت لمستويات عالية من استقطاب السياح اليها ، لكن دعونا نتوقف قليلا عند مثل هذه المصطلحات و ماعلاقتها بزيادة الدخل القومي
يقول ” ميدلتون ” في الجذب السياحي انه “مواقع سياحية معروفة اشتهرت بتصميمها الفريد يديرها جهاز اداري متخصص وان الهدف من وجودها زيادة المتعة وثقافة الفرد ” و عليه فان الجذب السياحي لدولة ما ليس بمحل الصدفة بل هو آلية مدروسة و تشمل العديد من الجوانب التراثية، الثقافية ، الطبيعية و حتى الدينية لما لها ارتباط وثيق بالاقتصاد و زيادة الدخل ، و رفع مستوى المعيشة و توفير فرص العمل و تحقيق التنمية السياحية المستدامة.
لكن هذا لن يتحقق الا بتكاتف جهود الكل ، و معنى الكل افراد جماعات ، حكومة و شعبا، قطاع عمومي و آخر خاص على حد سواء، و من أجل انجاح هذا التكاتف على كل من الأفراد و الجماعات ب :
– المحافظة على جمال البيئة، الشوارع ، الحدائق و الأماكن العامة.
– الابتعاد غلى محاولة استغلال السياح و التعامل معاهم بالحسنى،
– تربية الاولاد و الأجيال على حسن التعامل و احترام السياح،
– المشاركة في الفعاليات و الاعمال التطوعية التي تعكس الصورة الحسنة لاخلاقيات المجتمع.
و لا يمكن اهمال الدور المحوري الذي تلعبه الحكومة في تشجيع الجذب السياحي و اعطاء الفرصة للمستثمرين و رواد الاعمال و ذلك من خلال:
– وضع قوانين صارمة تحول دون تعرض السياح الى الاستغلال ،
– تسهيل اجراءات الدخول الى المواقع السياحية و خاصة الأثرية منها،
– توفير المرشدين السياحيين المعتمدين و المؤتمنين على السياح،
– توفير البنية التحتية الملائمة للنشاط السياحي (طرقات ، شوارع ، وسائل النقل المتطورة …..)
– توفير حملات توعية و ترشيدية على اهمية السياحة و الجذب السياحي بصفة دورية.
و بفضل تظافر كل هذه الجهود سيتم تحسين مستوى السياحة الداخلية لانها تعتبر المعبر الوحيد للارتقاء بالسياحة الدولية و هي كذلك فرصة لتخفيض مستوى البطالة و رفع فرص و معدلات العمل من خلال انشاء و تحسين المرافق التارخية ، الترفيهية …..و التي تخدم كل انواع السياحة التي تم تقسيمها و تصنيفها حسب منظمة السياحة العالمية UNWTO
لكن مع التحولات التي فرضتها الاتجاهات الرقمية الجديدة مثل التسويق الالكتروني و الشبكات الذكية و التي ساهمت في إحداث تغيير لإدارة و تطوير المشاريع السياحية و أعادت تشكيل خطط عمل تتجاوز الابتكار التكنولوجي و زادت من فرص الاستفادة الكاملة من التقنيات الرقمية كفرصة للتوسع و الترويج للسياحة الداخلية و الخارجية و خلق فرص ربح جديدة من خلال العروض الاستثنائية و المبادرات السياحية التي تتم بالتعاون بين القطاع العام و الخاص ، و صار التركيز على تنويع التسهيلات الحكومية استنادا على آليات و استراتيجيات التكامل بين التوجه التقني من جهة عن طريق ابتكار تطبيقات تسهل وصول المستثمرين و السياح لمختلف المناطق و الفعاليات التي تتم في القطاع السياحي و الموارد السياحية من جهة أخرى ، شريطة اتباع خطوات مدروسة لاستغلال الفرص و تشجيع جذب المستثمرين و رواد الاعمال للاستثمار في مناطق مميزة ذات مؤهلات سياحية واعدة.
د. فائزة الوناس حداد
مؤسس الأكاديمية المستدامة للتدريب و التطوير المهني و الإداري