مقالات

المقال الثاني: الجذب السياحي …..استراتيجية تكاملية لسياحة مستدامة

كثيرا ما نسمع على الجذب السياحي و على الدول التي وصلت لمستويات عالية من استقطاب السياح اليها ، لكن دعونا نتوقف قليلا عند مثل هذه المصطلحات و ماعلاقتها بزيادة الدخل القومي

يقول  ” ميدلتون ” في الجذب السياحي  انه “مواقع سياحية معروفة اشتهرت بتصميمها الفريد يديرها جهاز اداري متخصص وان الهدف من وجودها زيادة المتعة وثقافة الفرد ” و عليه فان الجذب السياحي لدولة ما ليس بمحل الصدفة بل هو آلية مدروسة و تشمل العديد من الجوانب التراثية، الثقافية ، الطبيعية و حتى الدينية لما لها ارتباط وثيق بالاقتصاد و زيادة الدخل ، و رفع  مستوى المعيشة و توفير فرص العمل و تحقيق التنمية السياحية المستدامة.

لكن هذا لن يتحقق الا بتكاتف جهود الكل ، و معنى الكل افراد  جماعات ، حكومة و شعبا، قطاع عمومي و آخر خاص على حد سواء، و من أجل انجاح هذا التكاتف  على كل من  الأفراد و الجماعات ب :

–   المحافظة على جمال البيئة، الشوارع ، الحدائق و الأماكن العامة.

–  الابتعاد غلى محاولة استغلال السياح و التعامل معاهم بالحسنى،

–  تربية الاولاد و الأجيال على حسن التعامل و احترام السياح،

–   المشاركة في الفعاليات و الاعمال التطوعية التي تعكس الصورة الحسنة لاخلاقيات المجتمع.

و لا يمكن اهمال الدور المحوري الذي تلعبه الحكومة في تشجيع الجذب السياحي و اعطاء الفرصة للمستثمرين  و رواد الاعمال  و ذلك من خلال:

–   وضع قوانين صارمة تحول دون تعرض السياح الى الاستغلال ،

–   تسهيل اجراءات الدخول الى المواقع السياحية و خاصة الأثرية منها،

–    توفير المرشدين السياحيين المعتمدين و المؤتمنين على السياح،

–   توفير البنية التحتية الملائمة للنشاط السياحي (طرقات ، شوارع ، وسائل النقل المتطورة …..)

–   توفير حملات توعية و ترشيدية على اهمية السياحة و الجذب السياحي بصفة دورية.

و بفضل تظافر كل هذه الجهود سيتم تحسين مستوى السياحة الداخلية لانها تعتبر المعبر الوحيد للارتقاء بالسياحة الدولية و هي كذلك فرصة لتخفيض مستوى البطالة و رفع فرص و معدلات العمل من خلال انشاء و تحسين المرافق التارخية ، الترفيهية …..و التي تخدم كل انواع السياحة التي تم تقسيمها و تصنيفها حسب منظمة السياحة العالمية  UNWTO

لكن  مع التحولات التي فرضتها  الاتجاهات الرقمية الجديدة مثل التسويق الالكتروني و  الشبكات الذكية و التي ساهمت في إحداث تغيير  لإدارة  و تطوير  المشاريع السياحية  و أعادت تشكيل خطط عمل تتجاوز  الابتكار التكنولوجي و زادت من فرص الاستفادة الكاملة من التقنيات الرقمية كفرصة للتوسع و الترويج للسياحة الداخلية و الخارجية و خلق فرص ربح جديدة من خلال العروض الاستثنائية و المبادرات السياحية التي تتم بالتعاون بين القطاع العام و الخاص ، و صار التركيز على تنويع التسهيلات الحكومية استنادا على آليات و استراتيجيات التكامل بين  التوجه التقني من جهة عن طريق ابتكار تطبيقات تسهل وصول المستثمرين و السياح لمختلف المناطق و الفعاليات التي تتم في القطاع السياحي و الموارد السياحية من جهة أخرى ، شريطة اتباع خطوات مدروسة لاستغلال الفرص و تشجيع جذب المستثمرين و رواد الاعمال للاستثمار في مناطق مميزة ذات مؤهلات سياحية واعدة.

د. فائزة الوناس حداد
مؤسس الأكاديمية المستدامة للتدريب و التطوير المهني و الإداري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *